ترجمة الميرزا حسين النوري (1254-1320هـ) بقلمه قبل رحيله
img-load

(الميرزا حسين بن الميرزا محمد تقي بن الميرزا علي محمد بن تقي النوري الطبرسي)

ولدت في ثامن عشر شهر شوال من سنة أربع وخمسين بعد المائتين والألف، في قرية بالو من قرى نور، إحدى كور طبرستان، وتوفي والدي العلامة (أعلى الله تعالى مقامه)- وقد شرحت بعض أحواله ومقاماته ومؤلفاته في كتابنا الموسوم بدار السلام(1) - وأنا ابن ثمان سنين- فبقيت سنين لا أحد يربيني، الى ان بلغت أوان الحلم ، فأنعم الله تعالى علي بملازمة العالم الجليل، الفقيه النبيه، الزاهد الورع النبيل، المولى محمد علي المحلاتي(قدس الله تعالى روحه الزكية)(2) وكان عالماً، زاهداً، عابداً، متبحراً في الأصول، بارعا في الفقه، مجانبا لأهل الدنيا ولذائذها، مشغولا بنفسه وإصلاح رمسه، وكان أعلم أهل زمانه-ممن أدركتهم- في تدريس الروضة، والرياض، والقوانين، وأترابها، لم يدخل نفسه في مناصب الحكومة والفتوى وأخذ الحقوق وغيرها، وكان أكثر تلمذه عند العالم الرفيع السيد محمد شفيع الجابلقي، وعلامة عصره الحاج المولى أسد الله البروجردي(ره).

ثم هاجر الى طهران، وعكف على العالم الفقيه النبيه الحاج شيخ عبد الرحيم البروجردي(طاب ثراه) والد أم أولادي، وكان من الفقهاء المتبحرين والعلماء البارعين، فتلقى عنه ما حواه، الى أن صارت الجنة مثواه في مشهد الرضا(عليه السلام) في شهر شعبان في سنة 1306هـ.

وهاجرت معه(ره) الى العراق في سنة 1273هـ، ورجع(ره) بعد قضاء الوطر من الزيارة، وبقيت في المشهد الغروي قريبا من أربع سنين، ثم سافرت الى العجم لتشتت الأمور.

 

ثم رجعت ثانيا الى العراق في سنة 1278هـ، ولازمت العالم النحرير الفقيه الجامع، أفضل أهل عصره، الشيخ عبد الحسين الطهراني (طاب ثراه) وهو أول من أجازني، وقد مر ذكره في الفائدة الثالثة( 3) وبقيت معه برهة في مشهد الحسين(عليه السلام) ثم سنتين في بلد الكاظم(عليه السلام).

وفي اخرهما رزقني الله زيارة بيته وهي سنة 1280هـ.

 

ثم رجعت الى المشهد الغروي، وحضرت مجلس بحث الشيخ الأعظم الأكمل الأعلم الشيخ مرتضى(أعلى الله تعالى مقامه) أشهر قلائل إلى أن توفي(ره).

ثم سافرت الى العجم سنة 1284هـ وزرت ثامن الأئمة (عليه السلام).

ورجعت الى العراق سنة 1286هـ، وفيها توفي شيخنا العلامة الطهراني.

ورزقت ثانياً زيارة بيت الله الحرام.

ورجعت الى المشهد الغروي، وبقيت سنين.

 

إلى أن ساعدني التقدير الى المهاجرة الى الناحية المقدسة سر من رأى لما هاجر إليها السيد السند حجة الإسلام ونادرة الأيام، وأستاذ أئمة البشر ومجدد المذهب في القرن الثالث عشر، المنتهي إليه رئاسة الشيعة في عصره، والمطاع الذي انقاد له الجبابرة لنهيه وأمره، الذي يعجز عن وصف أدنا معاليه اللسان، ويغني اشتهار مساعيه عن إطالة البيان، الميرزا محمد حسن الشيرازي رفع الله شريف رتبته، وقدس زكي تربته، وبقيت فيها سنين.

ورزقني الله تعالى فيها الحج ثالثاً.

ولما رجعت منها سافرت الى العجم ثالثاً سنة 1297هـ، وزرت مشهد الرضا (عليه السلام) ثانياً.

ورجعت مسافراً إلى زيارة بيت الله الحرام سنة 1299هـ.

ورجعت وبقيت في سامراء إلى سنة 1314هـ.

 

ثم رجعت مهاجراً الى المشهد الغروي عازماً على التوطن فيه إن شاء الله تعالى، وقد ناهزت من العمر فوق الستين، ومضى كثير من عمري في الأسفار، والانقطاع عن العلماء الأخيار، ومع ذلك رزقني الله تعالى في خلال ذلك جمع شتات الأخبار، ونظم متفرقات الآثار، فبرز مني بحمد الله تعالى:

 

كتاب نفس الرحمن في فضائل سيدنا سلمان(رض) وهو أول مؤلفاتي بعد الشجرة المونقة العجيبة في سلسلة إجازات العلماء المسماة بمواقع النجوم ومرسلة الدر المنظوم.

كتاب دار السلام، فيما يتعلق بالرؤيا والمنام، في مجلدين.

كتاب فصل الخطاب(4) في مسألة تحريف الكتاب.

كتاب معالم العبر، في استدراك البحار السابع عشر.

جنة المأوى فيمن فاز بلقاء الإمام الحجة (عليه السلام) في الغيبة الكبرى، من الذين لم يجمعوا في البحار.

رسالة الفيض القدسي، في أحوال العلامة المجلسي(ره).

الصحيفة الثانية العلوية.

الصحيفة الرابعة السجادية.

النجم الثاقب في أحوال الإمام الغائب (صلى الله عليه وآله) بالفارسية.

ظلمات الهاوية.

رسالة في رد بعض الشبهات على كتابنا فصل الخطاب.

البدر المشعشع في ذرية موسى المبرقع.

كتاب مستدرك الوسائل ومستنبط المسائل، في مجلدات تقرب من تمام الوسائل.

كشف الاستار عن وجه الغائب عن الابصار (عجل الله تعالى فرجه وصلى عليه) جواب قصيدة بعثها بعض علماء أهل السنة الى علماء الامامية، فيها بعض الشبهات في أصل ولادة المهدي (صلى الله عليه وآله).

سلامة المرصاد، رسالة فارسية في ذكر زيارة عاشوراء غير معروفة، وأعمال مقدمات مسجد الكوفة غير ما هو الشائع الدائر بين الناس، الموجود في المزارات المعروفة.

رسالة مختصرة بالفارسية في مواليد الأئمة (عليه السلام) على ما هو الأصح عندنا.

مستدرك مزار البحار، لم يتم.

حواشي على رجال أبي علي، لم يتم.

ترجمة المجلد الثاني من دار السلام، لم يتم.

إلى غير ذلك من الحواشي والرسائل.

10/ربيع الآخر/1313هـ

 

تتمة الترجمة:

توفي ليلة لأربعاء لثلاث بقين من جمادى الآخرة سنة 1320هـ، ودفن بوصية منه في الإيوان الثالث عن يمين إلى الصحن العلوي الشريف من باب القبلة، وكان يوم وفاته مشهوداً، حزنت عليه سائر الطبقات لا سيما العلماء، ورثاه جميع الشعراء، وأرخ وفاته آخرون، منهم الشاعر الشيخ محمد الملا التستري(ت1322هـ) بقوله:


مضــى الحسين الذي تجــسد من **** نـــــور علوم من عـالم الــــذر


قــــدس مثوى منــه حـــوى علماً **** مقدس النفس طيب الذكـر


أوصــــافـــــه عطـــــرت فــــأنشقـنا **** منهن تأريخه (شذى العطر))

1320هـ

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) دار السلام 2: 285.

(2) في الحجرية زيادة: ابن الورع الزاهد آقا زين العابدين بن المبرور موسى رضا المحلاتي.

(3) راجع المجلد الثاني من الخاتمة صحيفة: 114.

(4) لقد أثار هذا الكتاب ردود فعل عند الكثير من علمائنا: لأن القول بالتحريف لا ينسجم مع عقائد الامامية الحقة.

لذا تصدى بعض الأفاضل للرد على ما جاء في كتاب ((فصل الخطاب)) منهم الشيخ محمود الطهراني- المعروف بالمعرب- برسالة سماها ((كشف الارتياب عن تحريف الكتاب)) ومن جهة أخرى قام العلامة الطهراني –صاحب الذريعة- في محاولة اعتذار وتوجيه حول ما جاء في كتاب استاذه المذكور، راجع مقدمة مستدرك الوسائل 51،50:2 الذريعة 232،231:16.

وهناك كلام طويل في هذا المجال نتركه روماً للاختصار.                                     

المصدر: مجلة آفاق نجفية /العدد 38/1436هـ - 2015م