صاحب الذريعة بلسان معاصريه
img-load

إنَّ كتاب (الذريعة إلى تصانيف الشيعة) ممّا اهتمَّ به أهل التراث والتصنيف والتحقيق، فتراهم يلجؤون إليه في كلّ شاردة وواردة لمعرفة ما خفي عليهم من تصانيف الكتب أو تدوين ما يبتغونه من الكتب والمؤلِّفين، وخصوصًا لمن عمل في فهرسة المخطوطات، وهذا الكتاب يُعدّ ثروة علميّة مع أنّه كُتب في زمانٍ ليس فيه الوسائل الحديثة.. وهو جهدٌ يعجزُ الواصف عن وصفه وعن ترتيبه وعن استيعابه، فترى مؤلِّفه الشيخ آقا بزرگ الطهرانيّ (ت1389 هـ) قد رتّبه ترتيبًا ألفبائيًّا بحسب اسم الكتاب، ثمّ المؤلِّف، مع ذكر موضوعه، وأوّله، وأبوابه عناوينها وعددها، وخاتمته، وتاريخ تأليفه، ومخطوطه ومحلّه، ومطبوعه، ورؤيته له، ومَن ذكره إن لم يكن الكتاب المثبّت فيه حاضرًا بين يديه، وظهر الشيخ الطهرانيّ فيه (أُمّةً في رجل)، فقد لازمه الكتاب وأفنى حياته فيه في مدّة تأليفه التي ناهزت ستّين عامًا، فقد شرع فيه في سامرّاء سنة 1329 هـ كما صرّح هو في مقدّمة كتابه (ذيل كشف الظنون)، ولا غرابة في ذلك، فقد قال السيّد محسن الأمين العامليّ (ت1371هـ) في كتابه (الرحلة العراقيّة الإيرانيّة) عند لقائه به في شهر ذي القعدة سنة 1352هـ: «وجاءنا يومًا الشيخ آغا بزرك الطهرانيّ مؤلِّف كتاب (الذريعة في مؤلَّفات الشيعة) وغيره ونحن لا نعرفه[؟!]، وبعدما جلس أخبرنا باسمه فرحّبنا به، وقلنا له: كنّا نودُّ رؤية كتابك الذريعة؟ فقال: ها هو معي، وأخرج أجزاءه من تحت عباءته مشدودة في منديل، فبقي عندنا الكتاب مدّة مقامنا بالكاظميّة، ثمّ أخذناه معنا إلى الكوفة فبقي عندنا حتّى رجعنا إلى سامرّاء، وذلك نحو شهرين، واستفدنا من الكتاب فوائد كثيرة. وآغا بزرك رجل حسن الأخلاق، عالي الهمّة، كان شريكنا في الدرس عند شيخنا الفقيه آقا رضا الهمدانيّ، وقد شرع في جمع كتابه هذا من مدّة طويلة في أوائل مجيئنا من النجف إلى دمشق، وسيكون له شأنٌ من الشأن، وقد طبع منه ثلاثة أجزاء، وبات عندنا في منزلنا بالكاظميّة عدّة ليالٍ كان يقضي جلّها ساهرًا في المطالعة». على أنّ فكرة تأليفه كانت في مدينة الكاظميّة أيضًا في قصّة معروفة حدثت له مع السيّد حسن الصدر(ت1354هـ) والشيخ محمّد حسين آل كاشف الغطاء (ت1373هـ)، إذ اتّفقوا في تلك البلدة وأقسموا على وضع ما يخدم الطائفة ردًّا على جرجي زيدان الذي أنكر في أحد كتبه وجود تصانيف للشيعة، والثلاثة كتبوا ووفّقوا في ذلك. وهذه المناسبة حقّقت للشيخ الطهرانيّ ما كان يتمنّاه أستاذه الشيخ النوريّ (ت1320هـ)، إذ قال هو في كتابه (الكرام البررة) في ترجمة السيّد إعجاز حسين الكنتوريّ (ت1286هـ): «وله آثار جليلة منها (كشف الحجب والأستار عن وجه الكتب والأسفار)، فهرس لمؤلَّفات الشيعة لم يحتوِ إلّا على نزر قليل، فإنّه لم يزد فيه على ما في خزانة كتبهم الجليلة إلّا قليلًا؛ ولذا منعه شيخنا العلّامة الأكبر الحجّة الميرزا حسين النوريّ المتوفّى (1320) من طبعه ونشره مخافة أن يظنّ الأجانب انحصار مؤلّفات الشيعة بذلك المقدار، وقد أهدى نسخته بخطِّه لشيخنا المذكور، وذلك حين تشرّفه للزيارة في النجف مع أخيه العلّامة السيّد حامد حسين مؤلِّف (عبقات الأنوار)، وقد كان عازمًا على طبعه، ولمـّا منعه الأستاذ أهداه إليه.. وقد كان شيخنا العلّامة النوريّ ـ أعلى الله مقامه ـ عازمًا على تأليف كتاب في هذا الباب جامع لصنوف مؤلّفات الشيعة، وكان يعهد بذلك لبعض أصحابه إلّا أنّ الأجل لم يمهله، وكنت أرى ذلك في نفسي ضربًا من المحال، لكن هيّأ الله تعالى لي بعض الأسباب، ووفّقت للإتيان بما هو أوسع وأشمل من (كشف الحجب)، ومع ذلك فما حوته موسوعتي (الذريعة إلى تصانيف الشيعة) لم يكن إلّا أقلّ قليل..». وهو في ذلك قد تحمّل الكثير من أجل تأليف هذا الكتاب، وأقلّ ذلك كلام بعضهم على تأليفه هذا، فقد قال الشيخ محمّد حرز الدين (ت1365هـ) في كتابه معارف الرجال: «.. وقد زرته حينما ورد النجف، ولا أنسى أنّها كانت يوم الثلاثاء 27 جمادى الثانية سنة 1354 هـ في دار الشاعر الأديب السيّد باقر الهنديّ في محلّة الحويش، وهو إذ ذاك رجلٌ خبير، عارفٌ متتبّع بحّاثة، متضلّعٌ في الأدب، قويّ العضلات، لا يكلُّ من الكتابة ولا يملّ، منقّبًا عن آثار العلماء والمؤلِّفين ـ من علماء الشيعة الإماميّة ومؤلّفيهم ـ بعنوان موجز مرتّب على حروف الهجاء، وأراني شيئًا من مؤلّفاته المخطوطة، وحدّثني البعض من أصحابه بقوله: (لو أنّ الشيخ المترجم له بذل جهده هذا في علمي الفقه والأصول لكان فقيهًا حقًّا وعالمًا محقًّا)، وأنا لا أقول بهذه المقالة بل أقدِّر له جهوده وأحترم مقامه في هذا السبيل السامي.

 ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

وأمّا همّته في تأليف كتابه هذا فتجدها واضحة فيه، لكنّي سأذكر لك نزرًا قليلًا منها، فقد سمعت من العلّامة المحقّق السيّد محمّد مهديّ الموسويّ الخرسان ـ دامت بركاته ـ ما مضمونه: (أنّه كلّما وجدتم في كتاب الذريعة ذكرًا لأيّة نسخة من مكتبة آل الخرسان فقصّته أنّه كان الشيخ الطهرانيّ يأتي من سامرّاء إلى النجف وينزل عندنا ويصعد لمكتبتنا ويسجّل منها لكتابه الذريعة، وكانت مهمّتي أن أملأ له (الكازة) نفطًا وقت المغرب لعدم وجود الكهرباء حينها وأصعد بها له، وكان من عادته أن لا يتعشّى، وتنفد الكازة من النفط في منتصف الليل مرّة أخرى فأملأها ثانية فتنفد إلى الفجر، فيخرج إلى الحرم العلويّ للصلاة والزيارة، وبعدها يرجع إلى الدار فيفطر بالقليل من الطعام ويهجع هنيهة، ثمّ يباشر الكتابة مرّة أخرى). هذا ولم يترك الكتابة والتأليف إلى آخر عمره، فكثيرًا ما قرأت تحت مقدّمات ما يكتبه عبارة: (كتبه بيده المرتعشة في مكتبته الجاني الفاني آقا بزرگالطهرانيّ)، فقد عاش هذا الشيخ خمسًا وتسعين سنة، وكانت يده في آخر سنوات عمره الشـريف ترتعش، وكان من أجل أن يكتب كتبه ومقالاته يشدُّ القلم بيده لكي لا يسقط منها، وهو يكتب ولا يتوقّف عن ذلك، وقد ذكر الخطيب الشيخ الوائليّ ـ أعلى الله مقامه ـ في إحدى محاضراته أنّه رأى ذلك بعينه. وسمعت من الشيخ شريف كاشف الغطاء: أنّه كان يمسك يمينه بيساره ويكتب لكي لا ترتعش، وقد شاهد ذلك بعينه، وكان يسأله عن أخبار المصنّفات والطلبة والنجف الأشرف.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

وممّا حدّثني به العلّامة الشيخ باقر شريف القرشيّ (ت1433هـ) أنّه رآه والقلم مشدودٌ بإصبعه وهو واضع يده تحت حنكه ليمسكها من الرعشة في الكتابة. وكتب هو (رحمه الله) في أخريات حياته ما يؤكّد ذلك بقلمه الشـريف قائلًا: «وبعد: فإنّ عددًا من المؤلِّفين والناشرين الذين يُحسنون الظنّ بهذا العاجز، وينظرون إليه بعين الرضا، يَعرضون عليه آثارهم ونتاجهم بين الفينة والأخرى، طالبين تقريظها وإبداء الرأي فيها تارة، وتقديمها للقرّاء أخرى، وكأنّ هؤلاء - ولا سيّما البُعَداء مـمّن هم خارج النجف الأشرف أو العراق - لا يعلمون بأنّني وَهَنَ الْعَظْمُ مِنِّي وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْبًا، (ولم تبقَ إلّا صورة اللحم والدم). وكنتُ قد اعتدت على تلبية هذا النوع من الطلبات، والنزول عند أمثال تلك الرغبات، لما فيه من تشجيعٍ للشباب والناشئين، وتأييد وترويج للمعاصرين من المؤلِّفين والناشرين، وأداء حقٍّ بالنسبة للسلف الصالح من مشايخنا الماضين. كانت هذه حالي قبل اليوم كما يعرفه الكثيرون، أمّا اليوم وبعد أن بلغت هذه المرحلة من العمر، وكدت أقطع الشوط الأخير، وأصبح الضعف ظاهرًا جليًّا على المدارك والحواسّ، وأخذت رعشة اليد تشوّش - بل تشوّه - ما تخطّه وَمِنْكُمْ مَنْ يُرَدُّ إِلَى أَرْذَلِ الْعُمُرِ لِكَيْ لَا يَعْلَمَ بَعْدَ عِلْمٍ شَيْئًا، وصرت أنظر إلى آثاري الناقصة أو المحتاجة إلى التهذيب نظرة أسفٍ وألم؛ لأنّي أرى نفسـي مشـرفًا على الزوال وسأتركها - مرغمًا - على هذه الحال، أمّا اليوم وبعد كلِّ ذلك فقد صرت أعتذر إلى ذلك النفر، إذ ليس لي من الاعتذار مهرب ولا مفرّ، وذلك عن قصور لا تقصير، وعجز لا تثاقل، وضعف لا تماهل، على أنّ في الطالبين والراغبين من لا يسهل عليّ ردّ طلبه، وفي الآثار ما أحبّ أن لا يفوتني التنويه عنه أو التعريف به، ولكنّني كما قال الشاعر: أهمُّ بأمرِ العزم لو أستطيعه * وقد حيل بين العَيْر والنزوانِ». هذا وكان لا يشغله شيء عن عمله في تأليف الذريعة، فقد قال في تأبينه للشيخ محمّد حسين كاشف الغطاء: «.. إخواني الكرام: لا أخال أنّ أحدًا من النجفيّين وغيرهم لا يعلم بأنّي لم أشترك في أيّ حفل من المحافل والحفلات التي تقام في سائر المناسبات والحوادث العامّة والخاصّة، ولم أقف خطيبًا في أيّ نادٍ من الأندية علميّة كانت أم أدبيّة، وذلك لعجزي عن أمثال ذلك أوّلًا، ولاشتغالي بما وقفت نفسي عليه وكرّست حياتي لأجله ثانيًا، غير أنّ هول المصاب وعظم الخطب أوقفاني هذا الموقف.

 ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

وقد أرسل إليّ مشكورًا الأخ محمّد مهديّ الأمرد القطيفيّ بتاريخ 30 ربيع الأوّل سنة 1438هـ ما نصّه: «سمعت من فضيلة الشيخ محسن المعلِّم قبل أسبوع أنّه زار مع الشيخ فرج العمران (رحمه الله) الشيخ آقا بزرگ الطهرانيّ في مكتبته قبل سنةٍ من وفاته، وكان شديد النحول لكبره، وبعد أن استقبلهم دخل لداره ليجلب أمور الضيافة بنفسه، فأحضر شراب السكنجبيل، وكانت يداه وهو يحمله ترتعشان من شدّة الضعف والكبر لدرجة أنّ الأقداح بيديه كانت يصطدم بعضها ببعض، لكنّه أبى إلّا أن يقدّمها بنفسه، ولم يقبل منهم حتّى مساعدته في حمل الضيافة! فضلًا عن الوقوف؛ كرمًا واحترامًا لهم، وبعد أن وضع الشراب بين أيديهم ونتيجة الجهد أُغمي عليه دقيقتين أو أكثر، وبعد أن أفاق مسك القلم بيده، وقال للشيخ العمران: شيخنا متى توفّي الشيخ حسين القديحيّ باليوم والشهر والسنة؟، وفي أيّ الأوقات فجرًا، ظهرًا...؟». فأيُّ خُلق هذا، وأيُّ همّة هذه؟. ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

هذا مع قلّة في ذات اليد وشظف في العيش، فقد رأيت في مكتبته بأمّ عيني بعض مسوّدات كتابه الذريعة وقد كتب بعضها على أكياس السكّر والشاي السُّمر القديمة التي كانت متداولة حينذاك، وبعضها على حواشي الأوراق المطبوعة والفائضة من كتابه الذريعة والطبقات. وحدّثني الخطيب العلّامة الشيخ شاكر القرشيّ بما مضمونه: (أنّه في يوم من الأيّام دخلت مدرسة السيّد اليزديّ والتقيت بالمحقّق السيّد عبد العزيز الطباطبائيّ وكان حاملًا بعض أجزاء الذريعة، فمدح السيّد الطباطبائيّ الكتاب، وقال لي: اشترِ فإنّه نافع لك، وأعطاني ستّة من أجزائه المطبوعة بالبيع الآجل، والأجزاء إلى الآن محفوظة عندي، وقد اشتريتها بدراهم معدودة)، فبهذه الطريقة كان يباع كتابه. ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

وأمّا استقبال ضيوفه ومقامه العلميّ فأكثره لم يُسطر بعد، ومـمّا سطرته وَكُتب لي: أوّلًا: إنّني بتاريخ يوم الأربعاء 28 من ذي الحجّة سنة 1438هـ ذهبت لزيارة إدارة مجلّة (دراسات علميّة) واستقبلني رئيس تحريرها كعادته الخلقيّة السيّد جواد السيد عزّ الدين الغريفيّ وجرى الحديث عن الشيخ آقا بزرگ الطهرانيّ (رحمه الله)، فحدّثني أنّه في يوم الأربعاء من ذي الحجّة جرى الحديث عن الشيخ آقا بزرگ الطهرانيّ بمحضـر العلّامة السيّد محمّد عليّ الحلو، فقال السيّد الحلو: إنّ باقر الحيدر كان موظّفًا في تشريفات وزارة الإعلام في بغداد في السبعينيّات من القرن الماضي، وأخبر والدي السيّد يحيى الحلو (ت 1985م) أنّ وفدًا من صحيفة (الليموند) الفرنسيّة طلب زيارة الشيخ آقا بزرگ الطهرانيّ، ولم التقِ بالشيخ من قبل، فكُلّفت من قبل الدولة لأخذ الوفد للنجف لذلك الغرض، فذهبت والوفد للقائه، فرأيت جسده النحيف وبيته المتواضع وإعراضه عن الدنيا وزهده، وحين دخولنا عليه كان الشيخ يتناول الغداء، فتعجّبوا من بساطة غداءه، وكان معنا مترجم ومصوّر، فعندما عرّفنا أنفسنا قال الشيخ: لا نحتاج المترجم، وأخذ يتكلّم معهم الفرنسيّة بطلاقة، فتعجّبت من ذلك، فسألوا الشيخ: هل سافرت إلى فرنسا؟ فقال: لا، فقالوا له: كيف أتقنت الفرنسيّة؟ فقال: تعلّمتها هكذا وحدي، فزاد إعجابهم به كثيرًا، وكان في أثناء حديثه يذكر المرجع السيّد الحكيم (قدس سره) بالتعظيم والتبجيل، وعندما خرجوا سألتهم عن فرنسيّته؟ فقالوا: إنّه تحدّث معنا باللهجة الباريسيّة الأمّ، ثمّ عصـر يوم التاريخ المذكور التقيت بجناب السيّد الحلو في فاتحة كانت للسادة آل الحكيم في جامع السيّد حيدر الكليدار وسمعت منه الحكاية مباشرة، ودوّنتها. ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ثانيًا: لقاء الدكتور السيّد عبد الهادي الحكيم بالشيخ آقا بزرگ الطهرانيّ (قده) في مكتبته: ومـمّا كتبه لي جناب الدكتور بمناسبة كتابي هذا بتاريخ 8 شهر رجب سنة 1439هـ ـ وما سمعته منه أكثر من ذلك ـ، هو: «لصرعى المكتبات في النجف الأشرف تاريخ جميل، ولعشقهم للكتب والمخطوطات قصص وحكايا طريفة، ذكرتْ بعضًا منها كتب التراجم، وتناول قسمًا منها المؤلِّفون بالإعجاب تارة وبالاستغراب أخرى، فمن استهامة الشيخ محمّد السماويّ بالكتاب وشغفه به، إلى تعلّق الشيخ عليّ آل كاشف الغطاء بالنادر الفريد وتكلّفه بنسخه، إلى ولع الشيخ آقا بزرگ الطهرانيّ بالمخطوط القديم وتحقيق نسبته لمؤلِّفه. لقد أذكرتني هزالةُ جسد الشيخ آقا بزرگ الطهرانيّ وارتعاشة أصابعه النحيلة هزالةَ جسد الشيخ محمّد السماويّ وارتعاشة أصابعه النحيلة، ذاك الرجل السماويّ الموصوف بكونه «يكاد ينهدم من الفناء، أصابعه كأنّها خيوط العنكبوت، ولكنّها تستطيع أن تقبض على القلم، وتستطيع أن تكتب». ومثلما أذكرتني هزالة جسد الشيخ الطهرانيّ وارتعاشة يده النحيفة، أذكرتني أيضًا جِلْسة الشيخ الطهرانيّ المتواضعة، في بيت سكناه الذي حوّله إلى مكتبة عامرة بالمخطوطات المتنوّعة، جِلْسة الشيخ عليّ كاشف الغطاء المتواضعة، المزدانة بثوبه المخطّط بألوان الحبر، المطرّزة بنثار رذاذ القلم، الممهورة بأصابع يده - الممسوكة أصلاً بالمسطرة، الماسكة بإصرار وحزم قلماً من خيزران رشيق، خلف طاولة خشبيّة صغيرة، تعلوها محبرة، ومجموعة كتب، وقد شدَّ الشيخ كاشف الغطاء المشرف على التسعين عضده بأعواد خشبيّة تمنعه من الارتجاف والارتعاش. أكتب ذلك وطيوف ذلك اليوم الصيفيّ تسكنني يوم قادتني قدماي-وأنا طالب في مقتبل العمر، لم يبرح مقعدي الدراسيّ مرحلته الثانويّة بعد- إلى ذلك المحقّق الكبير الشيخ آقا بزرگ الطهرانيّ ابن التسعين عامًا أو تزيد، ذي الشهرة الواسعة العابرة للحدود والقارات، صاحب اليدين المرتعشتين المثبتتين هوناً بحنكه الواهن الضعيف، المغموستين بحبر الكتابة ونصاعة بياض الورق، النحيفتين نحافة قصبته التي يغمسها بمداد دواته السوداء متى ما جفّ مدادها ويبس عودها جفافَ جسمه المعرض عن متع الدنيا ولذائذها الفانية. وما زلت أذكر - كما لو كان ذلك بالأمس القريب - ساعة سألني الشيخ المحقّق الطهرانيّ يوم تشـرّفي الأوّل بزيارته عن اسمي، واسم أبي، ولقبي، ليدوّنه بقلمه الخيزران المنقوع بمحبرته التراثيّة، ربّما ليتعرّف على روّاد مكتبته، أو ربّما ليؤرّخ زيارتهم، أو لينظّم إحصائيّة بهم، أو ربّما لغير هذا وذاك مـمّا يشغل باله ويهتمّ به، ثمّ لينعطف الشيخ من السؤال عنّي إلى السؤال عن غرضي من زيارتي، فيسألني عن بغيتي من زيارتي لمكتبته وعمّا أنوي البحث فيه أو الاطّلاع عليه. وحين عرف على استحياء منّي غرض زيارتي لمكتبته، وأنّي أسأل عن مصادر ومراجع علميّة تعينني على الكتابة عن نثر الشريف الرضيّ الشاعر العلويّ الشهير، نهض مقوّس الظهر محدودبه، ليتسلّق بهمّة ابن العشرين سُلّمه الخشبيّ البسيط ذا الدرجات المختلفة الأحجام سُمكًا واستواءً إلى حيث أعلى رفّ في مكتبته، كي يأتيني سعيدًا وسريعًا ببغيتي. منذ ذلك اليوم أصبحت أليفًا لمكتبة الشيخ المحقّق، محبّاً له ولهًا، أتردّد بطلب منه - متى شئت - عليها، وأدعو زملائي متى أعوزتهم الحاجة للتزوّد منها، وما زلت أذكر بوضوح - بعد كلّ تلك السنين - رداء الشيخ المزيّن ببقع هنا وهناك، المرصّع بخطوط الحبر الملوّنة يمينًا وشمالًا، وما زالت تدقّ باب سمعي حشرجة سعال صدره الرطب رطوبة قدح الفخّار الذي يشرب منه، كما ما زالت تظهر أمام عيني وتختفي وجبة غدائه الفقيرة البسيطة التي جيء له بها يومًا، فدعاني لمشاركته في إناء (ماء اللحم الأصفر)، مأكول الفقراء في زمنه، إلى جنب رغيف خبز وحيد، فشكرته للطفه، وطيب كرمه، ومحبته، ودفئه. ولـمّا هممت بالانصراف شاكرًا لـمّا اعتبرت وجبة غدائه إشارة مهذّبة من بيته لانتهاء يوم صباحه العلميّ، أصرّ عليّ بالاستمرار بإتمام بحث ما بدأت به، فاستجبت خجلًا لمناشدته وإصراره على البقاء في مكتبته حتّى أنتهي مــمّا بيدي. وإذ انتهى (قدس سره) من تناول وجبة غدائه الفقيرة مادّةً، الغنيّة زهدًا وورعًا وتقوى وتقشّفًا، وحان وقت ذهابه إلى مطرحه لأخذ قسط من الراحة المؤقّتة قبل عودته ثانية لبداية يومه العلميّ المسائيّ، أوصاني بغلق باب مكتبته خلفي متى ما عزمت على المغادرة. وحين ذهب الشيخ عنّي، وتركني وحدي في مكتبته العامرة، راودني شعور محبّب غريب، ترى كم هي غالية تلك الثقة الكبيرة التي منحني إيّاها– أنا طالب الثانويّة - هذا الشيخ المولّه بحبّ الكتاب، الصريع بعشق المكتبات، ليتركني وحدي بين مخطوطاته النادرة ومطبوعاته الثمينة، ويذهب لينام وادعًا هانئًا مطمئنًّا. ساعتها أغلقت الكتاب الذي بين يديّ وحملت أوراقي ودفاتري وأنا منتشٍ بيقين ثقته، مغمور بجميل تربيته، ثمّ أغلقت باب المكتبة خلفي كما أوصاني، وذهبت عاجلًا رجاء أن أعود عصرًا كي أتمّ ما بدأت به من جمع مادّتي البحثيّة لموضوعي المختار. ولـمّا عدت عصرًا إلى حيث مكتبة الشيخ المحقّق، ودلفت من ساحة بيته المكشوفة إلى باحة مكتبته الكبيرة وسلّمت على استحياء، فاجأني وجود شخص كهل وقور جالس باحترام قبالة الشيخ الجليل لم أكن رأيته من قبل، ولأجل أن أداري خجلي سألت الشيخ بصوت خافت عن صحّته وراحته، وانعطفت لأسلّم على جليسه الكريم، فردّ عليّ السلام بأحسن منه، ثمّ بادرني جليسه فسأل عن اسمي وعن الموضوع الذي أكتب فيه، وعمّا إذا كنت التقيت بالشيخ من قبل، ثم عرّفني بشخصه الكريم قائلًا: إنّه الدكتور حسين عليّ محفوظ، الأستاذ في جامعة بغداد، وإنّه معنيٌّ بالكتب والمخطوطات، وله بعض الكتب والتحقيقات المنشورة والمخطوطة، ثمّ استرسل بحديثه فسألني عمّا إذا كنت أعرف القيمة العلميّة لهذا الشيخ النحيل المتواضع الذي أمامي. وأضاف: لقد عدتّ توّاً من زيارة علميّة للعاصمة البريطانيّة لندن، فوجدت علماء الببليوجرافيا هناك يُعرّفون العراق بأنّه بلد الشيخ آقا بزرگ الطهرانيّ، لا العكس. وهو ما أثار دهشتي وتعجّبي بسعة شهرة موسوعات هذا الشيخ الجليل، وذيوع اسمه، متسائلًا بيني وبين نفسي، ترى كم نحن مقصرون بحقِّ هذا الشيخ الجليل وأمثاله من العلماء الأعلام والمحقّقين الكبار.. نعم.. كم نحن مقصرون؟. ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ثالثًا: كتب إليّ الشيخ جعفر بن عبد الله آل عصفور بتاريخ 10 شهر رجب سنة 1439هـ عن لقاء جدّه لأمّه العلّامة الشيخ أحمد آل عصفور (ت ١٤٣٥هـ) بالشيخ آقا بزرگ الطهرانيّ، والحكاية كتبت بعنوان (انهماك في الكتابة)، ونصّها: «يقف الفرد متعجّبًا من الكمّ الهائل من مؤلّفات بعض علمائنا، فيعتقد أنّهم لا يأكلون ولا ينامون، وإلّا فأنّى لهم الوقت لذلك؟ ولكنّها التوفيقات الإلهيّة التي تحفّهم بالعناية الربّانيّة، ومن جملة من نذكرهم الشيخ آقا بزرگ الطهرانيّ(1293 - 1389) صاحب موسوعة الذريعة الى تصانيف الشيعة، هذا المصنِّف العظيم الشهير، وقد زاره الشيخ أحمد آل عصفور في الأيّام الأخيرة من عمره الشريف، وقد احدودب ظهره برغم قصـر قامته، وكان ذلك في ظهر يوم من أيّام صيف (النجف الأشرف) المعروف بحرارته، وتلك المروحة في غرفته المتواضعة تهفّ عليه هواءً حارًّا لأنّه لا يتحمّل الهواء البارد، وهو منهمك في الكتابة والمطالعة، فلمّا دخل عليه الشيخ وسلّم، ردّ عليه الشيخ التحيّة وسأله عن أحوال أهل (البحرين)، واقتصـر على ذلك فقط ولم يزد عليه إلّا سؤالاً آخر وجّهه للشيخ أحمد وسأله عن أخبار العلماء، وما إذا كانت هناك تصنيفات جديدة لهم أو معلومات عن سيرهم، أمّا بقيّة الوقت فكان الشّيخ منكبًّا على الكتابة، وفي الأثناء دخل عليه رجل أمريكيّ كان يسأل عنه. كما قال له بعض الفضلاء يومًا: ألا تعتقد بأنّك أسرفتَ في إطراء بعض العلماء أو أعطيتهم فوق رتبهم، فقال: حسن الظنّ بالناس أولى من إساءة الظنّ بهم، وما لم يثبت عكس ذلك فالأصل ما قد كتبتُه.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

رابعًا: بتاريخ يوم الأربعاء 10 رجب سنة 1439هـ ليلًا: ذهبت لمجلس آية الله الفقيه السيّد محمّد سعيد الحكيم، وكان المجلس غاصًّا بأهل العلم، وحدّثته عن كتابي مستدرك الذريعة ـ الكتاب الذي بين يديك ـ وإتمام الجزء الأوّل منه، وسألته عن الشيخ آقا بزرگ الطهرانيّ وعن رؤيته له، فقال: «لا أذكر منه شيئًا، ولكنّني زرته، وحدّثني والدي: إنّه كان مجدًّا في عمله دؤوبًا، بحيث أنّ السيّد أغا إمامي ـ متولّي الحسينيّة الشوشتريّة ـ كان يقفل عليه الباب إذا دخل لمكتبة الحسينيّة ويذهب عنه، ويجلس الشيخ الطهرانيّ هناك وحده ويعمل على الكتابة، وتدوين ما ينفع كتابه الذريعة».

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

خامسًا: حدّثني الدكتور الشيخ محمّد حسين الصغير في نفس المجلس ـ السابق الذكر ـ، قال: «أنا زرته، وذهبت إليه مع والدي مرّات، ومع الشيخ محمّد عليّ اليعقوبيّ، وكان أهل زمانه لا يعرفون عمل الشيخ في الذريعة؛ لأنّهم كانوا يهتمّون بالفقه والأصول، برغم أنّه كان فقيهًا تعلّم على أهل الصنعة كالآخوند وغيره، فكان لا يُبالي بما يقولون، واستمرّ في عمله ونجح في ذلك»، وقال: «إنّ الشيخ كان يعمل مجلسًا أسبوعيًّا لمصائب آل البيت عليهم السلام، وكان يجلس عند الباب بجسده النحيف، وكان طيلة المجلس يمدُّ عصًا له بيده يُرتّب فيها نعل زوّار مجلسه بحيث يحوّلها مقابل الخارج من مجلسه، وعند خروج ضيفه من المجلس يعتذر منه ويقول له: هذا أقل ما أفعله لحضرتك كوني لا أستطيع خدمتك مع شيخوختي التي تراها». سادسًا: في ليلة الخميس 18 شهر رجب سنة 1439هـ تشـرفت بزيارة آية الله العظمى الشيخ إسحاق الفيّاض (دام ظله)، وسألته عن الشيخ آقا بزرك الطهرانيّ، ومشاهداته له، فقال: «لم أكن أتردّد عليه، ولكنّي كنت أراه، وكان خيّرًا، ديّنًا، لا نظير له في التديّن». ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

شوارد متفرّقة: هذه شوارد كتبتها عن المؤلِّف في أوقات متفرّقة ومناسبات مختلفة أحببت جمعها هنا: في أيّام النظام السابق في تسعينيّات القرن المنصرم كنت أتردّد على المكتبة ونجلس فيها مع بعض الأصحاب، وكان يسكن بيته وليومك هذا طالب علم من الأفغان، وهو من السّادة الأجلّاء، وكنت دائم الزيارة لقبره في السرداب، واتنسّم في ذلك روح التراث العبق. بعد السقوط تولّى المكتبة شيخٌ كبير محدودب الظهر من طهران هو الشيخ عليّ أصغر مرواريد، وكان يعتني بها وبفهرستها، وكنت اتردّد عليه، ورأيت من مخطوطات المكتبة نحو (14) نسخة، وقد صوّرها الأخ الفاضل الشيخ محمّد الكرباسيّ، وبعد مدّة صار يتردّد على المكتبة الغرباء عن هذا الفن، فأصبح عدد المخطوطات سبعًا، ثمّ ذهب خبرها وتلاشى ذكرها. وجزى الله الشيخ الكرباسيّ الذي صوّرها، وقد صوّرتُ من الشيخ مرواريد نسخة من فهرس المكتبة الذي بخطِّ الشيخ صاحب المكتبة، ومصوّرته اليوم عندي، ودعوت بعضهم لاستخراج ما ذكره الشيخ من مخطوطات في مكتبته في مقالة، ولم يوفّقوا في ذلك، ثمّ طبع شبيه لهذا العمل في مقالة في المكتبة الوطنيّة بطهران، من قبل الأستاذ عبّاس مردي، وعدد المذكور فيها نحو (400) نسخة، وجملة من مؤلّفاته موجودة في مكتبة مجلس الشورى بطهران، ويظهر أنّها نقلت عن طريق ورثته، وصوّرتُ من المكتبة كتاب (ذكرى السيّد الكشميريّ) بطلبٍ من المرحوم المحقّق كاظم عبّود الفتلاويّ وأوصلت المصوّرة بأمره للعلّامة السيّد محمّد رضا الجلاليّ، وكان اللقاء الأوّل معه والرابطة بيني وبينه هذا الكتاب، وقد رأيت جملة من الوثائق التي كانت بين السيّد محمّد حسن الطالقانيّ وآية الله العظمى السيّد أبو القاسم الخوئيّ (قدس سره) بخصوص مآل المكتبة وكتبها أيّام النظام السابق. ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 يوم 18/5/2013 م: هدمت مقبرة الشيخ آقا بزرگ الطهرانيّ وسوّيت بالأرض؛ لإعادة بنائها من قبل سبطه من جهة الشيخ نجم الدين العسكريّ. سنة 1437 هـ، في أيّام النيروز: زار مكتبة الحكيم كادر قناة (أهل البيت عليهم السلام)، فاقترحت أن يعملوا برنامجًا خاصّا عن الشيخ الطهرانيّ، وخصوصًا أنّ معاصره والسالك مسلكه السيّد أحمد الحسينيّ الأشكوريّ هنا في النجف ـ جاء زائرًا من قمّ المقدّسة ـ، وعملوا اللقاء معه في فندق مضيف الإمام الحسن عليه السلام التابع للعتبة العلويّة المقدّسة، ومعي في مكتبة الإمام الحكيم العامّة، ومع الدكتور السيّد عبد الهادي السيّد محمّد تقيّ الحكيم. يوم الجمعة 23 من ذي الحجّة سنة 1438هـ: رأيت في مكتبة لبيع الكتب في سوق الحويش جملة من كتب الشيخ آقا بزرگ الطهرانيّ (الذريعة والطبقات)، طبعة النجف، أكثرها مكرّر، وسألت البائع عن مصدرها؟ فقال: إنّه اشتراها من مكتبة المصنِّف. وكان يزيد عددها في الدكّان على (250) مجلّدًا، وقال إنّه اشترى من المتولّي نحو (1000) مجلّدٍ في 15 كارتون سيكائر، وقال البائع إنّها كانت داخل بيته ثمّ نُقلت للمكتبة تحت الدرج، واشتراها كلّها، وقال إنّهم تركوا التالف الذي أكلته الأرضة وخرّبته الرطوبة؛ ليرمى بالماء.

 ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

يوم الثلاثاء 9ربيع الأوّل سنة 1439هـ: ذهبت إلى مكتبة الإمام الحكيم العامّة، وهناك التقيت بالشيخ منتظر الأسديّ وهو القائم على مكتبة الشيخ آقا بزرگ الطهرانيّ، وسألته عن المطالعين في المكتبة؟ فقال: الآن الدرس والتدريس فيها قائمان، وأمّا المطالعة فمتوقّفة، وفهرسة الكتب المطبوعة فيها مستمرّة. يوم الجمعة 19ربيع الأوّل سنة 1439هـ، كتبتُ عن كتابه طبقات أعلام الشيعة ما نصّه: « كتاب (طبقات أعلام الشيعة) للشيخ الخبير المتتبّع آقا بزرك الطهرانيّ (ت 1389هـ)، كتاب ينمُّ عن خبرة واسعة في علم التراجم، وقد استفاد الشيخ الطهرانيّ في تأليفه كثيرًا من المؤلّفات الخطّيّة والمطبوعة، وبضمنها الفهارس وكتب التراجم، ومن المخطوطات أكثر، وطريقة جمعه للكمّ الهائل من التراجم في الكتاب أن يجمع أسماء (المؤلِّفين، والنُّسّاخ، والأسماء التي وردت في التملّكات، والوقفيّات، والإعارات، وتواريخ الولادات والوفيات، وفي متون الكتب، و..)، ويبوّبها بحسب الألفباء، مع ذكر ما عثر عليه من أحوال كلّ واحد من المترجمين. بدأ بتراجم القرن الرابع؛ وذلك لكثرة ما كتب عن القرون الثلاثة الأولى، وانتهى بذكر أعلام القرن الرابع عشر. المصدر: مقدمة كتاب مستدرك الذريعة إلى تصانيف الشيعة/ تأليف أحمد علي مجيد الحليّ