شارك عدد من الباحثين في مركز الشيخ الطوسيّ للدراسات والتحقيق ومركز إحياء التراث التابعين للهيأة العليا لإحياء التراث في العتبة العبّاسيّة المقدّسة في الجلسات البحثية الثانية والثالثة ضمن فعّاليّات مؤتمر (حراك كربلاء العلميّ في القرن العاشر الهجريّ)، الذي نظّمه مركز تراث كربلاء التابع لقسم شؤون المعارف الإسلاميّة والإنسانيّة للمدّة من (17 إلى 18 تشرين الثاني 2023م).
فكانت المشاركة الأولى للدكتور محمد علي المرعبيّ بعنوان: (النقد التفسيريّ عند المحقّق الأردبيليّ في تفسير زبدة البيان).
وعن هذا الموضوع صرّح الدكتور المرعبيّ قائلاً: "دأب مركز الشيخ الطوسي للدراسات والتحقيق على المشاركة الفاعلة في المؤتمرات العلمية والتراثية، ومن بينها هذا المؤتمر الذي أعطى صورة واضحة عن جهود علماء الحوزة العلمية في كربلاء في القرن العاشر الهجري".
وأضاف المرعبيّ: "أمّا عن مشاركتي في المؤتمر فقد حاولت دراسة نتاج المحقّق الأردبيليّ التفسيريّ متمثّلاً بنقد الآراء والأقوال التفسيريّة، ومبيّناً السمة النقديّة التي لم تفارقه في مؤلّفاته كافّة، وبالخصوص تفسيره القيّم: (زبدة البيان في براهين أحكام القرآن)؛ لما يحويه من النقد والتحليل والاستنتاج القائم على النقض والإبرام والردّ والترجيح والاستدراك، مما يعطي لنا قوة الحركة الفكرية والعلمية ونشاطها في القرن العاشر متمثّلة بما أنتجه المحقّق الأردبيلي قدس سره".
فيما كانت المشاركة البحثية الثانية للشيخ محمد جابر العبساويّ عن بحثه بعنوان: (المقدّس الأردبيلي - دراسة تحليليّة لمنهجه في حاشية التجريد).
وقد تحدث لنا الشيخ العبساوي عن مشاركته قائلا : "وبخصوص مشاركتي في الجلسة الثالثة من هذا المؤتمر، فقد تمثّلت بتقديم محاولة لقراءة المنهج الاستدلاليّ الذي قام به المقدّس الأردبيليّ، فقد كتب المقدّس حاشية على ما كتبه القوشجيّ من شرحٍ على كتاب التجريد للشيخ نصير الدين الطوسيّ، وحاول القوشجيّ فيه الردّ على ما جاء به الشيخ الطوسيّ في بعض البحوث وخاصّة في بحث الإمامة، ولمـّا اطلَع المقدّس على هذا الشرح وقام بتدريسه، رأى فيه إجحافاً من قبل القوشجيّ لما ساقه الشيخ نصير الدين الطوسيّ فأخذ بالردّ عليه، والمناقشة لما جاء به. وقد تتبّعت المقدّس الأردبيليّ قدر المستطاع فوجدته باحثاً محقّقاً عيلماً كثير الاطلاع دقيق النظر".
وعن مشاركته في المؤتمر صرح الشيخ ضياء الكربلائي: لايخفى على المتتبّع دور مركز احياء التراث في المشاركة في المؤتمرات والندوات والعلمية التي تُعنى بالتراث وشؤونه".
وبخصوص البحث الذي قدمناه في هذا المؤتمر كان بمشاركة الشيخ سامر الزبيدي، وجاء تحت عنوان: (تحقيق كتاب غاية التلخيص في مسائل العويص للشيخ الكفعمي)".
وأضاف الكربلائي: "ويعد بحثنا إطلالة سريعة وومضة بديعة على أثر من آثار علمائنا الماضين، تريك الإبداع على حقيقته، والدقّة في أوجها، وتكشف عن ذهنيّة حصيفة، وجهودٍ شريفة، لعالم فذٍّ قلّ نظيره، ألا وهو الشيخ تقيّ الدين إبراهيم الكفعميّ، ونقصد بالأثر كتابه (غاية التلخيص في مسائل العويص). ومن خلال هذه الدراسة وجدنا حجم ونوع الإضافة التي أضافها المؤلِّف إلى مسائل الفقه العويصة بشكل واضح، ممّا يجعله مصدراً متفرّداً للمسائل التي أنشأها".
والجدير بالذكر تأتي هذه المشاركات ضمن اهتمامات الهيأة العليا لإحياء التراث في نشر وإحياء التراث الإسلامي، وخصوصاً تراث علماء الإمامية (رضوان الله تعالى عليهم).